وقدوتنا الثانية في تمكين المرأة وفي إحداث التغيير داخل المنطقة، رائدة الأعمال المتخصصة باللياقة البدنية والملهمة مريم فتاحي سلام والتي جلسنا معها في يوم المرأة العالمي. مريم هي رائدة أعمال مقيمة في دبي، ومحامية ومؤسسة استوديو Physique57، وهي جزء لا يتجزأ من المجتمع النسائي في دبي.
أخبرينا قليلاً عن نفسك وماذا تفعلين حالياً! ...
أنا أحب اللياقة البدنية، وخريجة Berkeley ومحامية، أما أهم وأغلى دور بالنسبة لي، فهو أني أم لثلاثة أولاد. لقد ولدت من أبوين إيرانيين في الإمارات العربية المتحدة وغادرت إلى الولايات المتحدة في سن السابعة عشرة، وخلال السنوات التي أمضيتها في مدينة نيويورك، تعرفت على Physique 57، وهي شركة لياقة بدنية مشهورة عالميًا تشجع على الصحة واللياقة دون الاستغناء عن الرفاهية بالإضافة إلى مزيج مميز من المرح والمتعة. عند خروجي من صفي الأول، شعرت بإحساس الالتزام بأن علي نقل هذه التمارين التي غيرت حياتي إلى دبي. عندما عدت إلى دبي في عام 2010، أدركت أن هناك متطلبات لم يتم تلبيتها في سوق اللياقة البدنية بدبي، لذلك كان علي أن أبتكر ما كنت أبحث عنه. كانت الفكرة ممتعة وآمنة وفعالة وديناميكية، وبالنسبة لي، كانت النساء في هذا البلد بحاجة إلى مثل هذا المشروع.
يعد Physique57 واحد من الاستوديوهات الرائدة للياقة البدنية للمرأة في دبي. إلى أي مدى كان التحول بالنسبة لمجتمع المرأة في دبي على مر السنين؟
عندما أطلقت Physique 57 في دبي في صيف 2013، لم تكن صالات اللياقة الصغيرة شائعة في الشرق الأوسط. كانت هناك صالات رياضية كبيرة الحجم وصالات يوجا وبيلاتس وكلها تتسم بنفس الطابع دون أي روح في الداخل، ولم تكن تجمع اللياقة والمتعة معاً. وهذا ما أردت القيام به في هذا المشروع.
مع قيود Covid التي تم فرضها في عام 2020، كيف قمت بتعديل العمل للحفاظ على استمراره؟
أجبر عام 2020 الجميع، في مرحلة أو أخرى، على التعامل مع بعض القيود الصعبة جدًا. وقد كان هناك مرحلة حساسة مر بها الجميع في مرحلة من المراحل. على المستوى الشخصي، أدركت في هذه الظروف قيمة الهدوء والسكون. على المستوى المهني، كان علينا أن نتطور ونحمي نجاحنا من خلال الإبداع في طرق توليد الإيرادات المالية والحفاظ على مشاركة العملاء. كان عام 2020 عام المحور بالنسبة لكل الأعمال بغض النظر عن المكان وبغض النظر عن العرض، وقد كان عام الانفتاح وتجربة أشياء جديدة. أطلقنا جدولًا يوميًا لدروس البث المباشر التي شهدت زيادة اهتمام النساء بالرعاية باللياقة البدنية من المنزل عبر برنامج Zoom الافتراضي الخاص بنا. في نهاية المطاف، سوف تمر كل شركة بأوقات وظروف صعبة. إن امتلاك منتج أو خدمة قوية يحبها الناس، في حد ذاتها، لن تكون كافية أبدًا. في Physique 57، عملنا معًا لمواصلة إطلاق العنان للإمكانات الغير محدودة لأجسامنا لأننا نعلم حق المعرفة أننا بذلك سنطلق العنان لإمكانات حياتنا الغير المحدودة أيضاً.
يبدو أنها كانت مرحلة صعبة ولكنها شهدت ازدهارا في العمل، ما الذي أعطاك الدافع للمثابرة؟
كانت أختي Negin مثالاً للقوة والشجاعة والجمال، طوال ثلاثة عشر عامًا من معركتها مع سرطان الثدي، في حين كانت تربي أربعة أطفال وتدير إمبراطورية تجارية (نجين هي صاحبة الرؤية والرائدة التي أسست N.Bar، 1847 ، JetSet) ، وقد أمدتني بالرؤية لمدى غرابة رحلة الحياة ومدى روعتها. جمال وفرح لانهائي، تجارب مؤلمة لا حصر لها. لم تهرب Negin أبدًا من تحديات الحياة، حيث شهدت حياتها تقلبات عديدة، فقد أخبرها الأطباء في البداية بأنها ستعيش لمدة ستة أشهر فقط، لكنها تحدت كل الصعاب. لقد علمتني كيف أتعامل مع الأخطاء والفشل وخيبات الأمل، وإن كان ذلك لفترة قصيرة من الزمن. لقد خاضت أعنف معركة ضد السرطان، وستكون دائما حافزي في هذه الحياة للاستمرار في العمل.
هل يمكنك القول إن لديك مجتمع قوي من النساء خلفك؟
لدي دون أدنى شك المجتمع الأكثر روعة من النساء المذهلات ورائي وخلف Physique 57. ويضم هذا المجتمع النساء اللواتي يؤمنن بأنفسهن ويتمتعن بالقوة وتقدير الذات وحب الانطلاق في الحياة. النساء اللواتي يعتقدن أن منح أنفسنا 57 دقيقة يمكن أن يغير مجرى يومنا وحياتنا. لا يوجد شيء يبعث على السرور مثل معرفة أننا مجموعة من النساء اللواتي يعتقدن أن لدينا القدرة على جعل كل يوم استثنائياً وغير عادي.
ما رأيك في أثر الصحة البدنية للمرأة بشكل كبير على صحتها العامة؟
نشأت فكرة إحضار Physique 57 إلى الإمارات العربية المتحدة من تجربتي الحقيقية كأم جديدة في سن 25 أثناء استيعاب الأخبار التي تفيد بأن أختي البالغة من العمر 31 عامًا قد تم تشخيصها بالمرحلة 4 من مرض سرطان الثدي. أصبح بناء منزل سعيد وصحي لأحبائي أولوية كبيرة لدي، ولعبت التمارين الرياضية دورا كبيرا في تحسين معنوياتي وشعوري، كما ساهمت في تعزيز قوتي العقلية والجسدية. كثيرًا ما أخبر العملاء أنه إذا لم تخصص وقتًا لرفاهيتك فسوف تضطر إلى تخصيص وقت لمرضك. يعد تخصيص فترات راحة جسدية وعقلية صغيرة على مدار اليوم أمرًا ضروريًا في جدول العمل اليومي لدي، إذا لم أكن أقوم بتخصيص وقت للترفيه فسوف أصاب بالإرهاق. لقد حدث ذلك أكثر من مرة، ولم يعجبني ما حدث أنا وعائلتي. لقد قطعت وعدًا منذ ذلك الحين بأنني لن أتخلى عن وقتي الخاص أبدًا. ولا يجب أن يكون أسلوب الحياة الصحي بالضرورة خياليًا أو مكلفًا، وإنما يمكن اتباع خطوات بسيطة مثل السباحة في البحر وممارسة اليوجا ومتابعة بعض الفيديوهات على YouTube والتواصل مع الطبيعة والاستمتاع بأشعة الشمس. اقضِ بعض الوقت بمفردك، اقرأ مجلة، تعرف على نفسك. الأنانية الحقيقية هي في عدم الاهتمام بالذات وبالتالي الدخول في أزمات نفسية وجسدية وعدم القدرة على دعم عائلتي. الاهتمام بالذات هو لصالح العائلة، وليس سلوكا أنانيا كما قد يعتقد البعض.
ما هو منظورك للجمال النظيف الواعي وكيف يتناسب مع الصحة العامة والرفاهية؟
لطالما سعيت إلى أسلوب حياة صحي، إلا أنني بدأت الغوص في عالم الجمال الواعي قبل حوالي 6 سنوات. بشرتنا هي أكبر عضو لدينا، ونحن نمتص حوالي 60٪ مما نضعه عليها، لذا فالاهتمام بها لا يقل أهمية عن تناول الطعام الصحي والحفاظ على النشاط. أنا أتبع نهج الحس السليم للجمال. الاستدامة مهمة جدًا بالنسبة لي، وأجد اختبار المنتجات على الحيوانات أمرًا غير ضروري. خلاصة القول - الأمر يتعلق بالشركات التي تقدم "الخير" للكوكب بقدر ما يتعلق بالتخلص من المكونات "السيئة".
كيف يمكنك التوفيق بين كونك أماً وزوجةً وتدير أسرةً وعملًا تجاريًا مستقلاً في مواقع متعددة؟
كوني أماً وسيدة أعمال والاعتناء بنفسي هو تحد مستمر. لا أعتقد أنني أدير وقتي بشكل مثالي، وليس لدي توازن مثالي بين العمل والحياة. بعد عقد ونصف من كوني أما (يبلغ عمر ابني الأكبر سنًا 14 عامًا في يونيو)، ما زلت أتعلم فن الانفصال عن العمل للتواجد مع العائلة. عندما أكون مع أولادي أحاول ألا أفكر في العمل، وعندما أكون في العمل أظل مركزة على ما يجري هناك، وعندما أكون مع زوجي، فهو أولويتي. من الصعب ألا تفكر في كل الأشياء التي يمكنك القيام بها بشكل أفضل - العمل ، المنزل ، الأصدقاء ، العائلة - عندما تكون مشغولا بنسبة 100٪ من الوقت في المهام المختلفة، اعرف ما تجيده وما لا تجيده، وفوض من يقوم بإنجاز الأعمال نيابة عنك حين يكون الأمر ممكنا.
مع الأخذ في الاعتبار جميع التحديات التي واجهتها، ما هو رأيك في ما يعنيه أن تكون امرأة عصرية في عالم اليوم وما هو رأيك في كيفية إحداث تغيير إيجابي؟
كونك امرأة في عالم اليوم هو أمر سحري. كل واحد منا لديه قصة ورحلة. أختي الراحلة نجين كانت تخبرني دائمًا أن لدينا خيارات لإيجاد اللحظات الفرحة. وذلك لا يعني عدم وجود مصاعب، بل القدرة على التعامل معها. على حد تعبيرها، لديها مجموعة من الأوراق التي عليها أن تلعب بها. وهذه الكلمات كافية لتحفزني خلال هذه الحياة.
أخيرًا، ما هي نصيحتك الذهبية لأي شخص يمر بحالة من عدم اليقين في بدء وتنمية أعماله الخاصة؟
أود أن أقول له توقف عن البحث عن الدافع. هذه اللحظة هي كل ما لدينا. الحياة قصيرة. إذا كنت لا تزال تتنفس فيمكنك الضغط على زر التحديث والبدء مرة أخرى وأخرى وأخرى. الخوف يقتل الأمل ويصيبك بالشلل، اتخذ القرارات المناسبة حتى لو لم يفهمها أحد، ولا تنظر إلى الوراء.
يمكنك العثور على مزيد من المعلومات حول مريم على صفتحها على الانستجرام @mfsmaryam وصفحة ستوديو Physique57 في دبي @physique57dubai