أصبح مصطلح “خالٍ من الكبريت” مصطلحًا واسع الانتشار في عالم العناية بالشعر، وغالبًا ماتستخدم العلامات التجارية الراقية والمهنية هذا المصطلح للترويج لمنتجاتها للعناية بالشعر، ولكن ماذا يعني ذلك في الواقع؟ هل يجب علينا تجنب الكبريت فعلاً؟ ولماذا؟

ماهو الكبريت؟

يعد الكبريت من أساسيات التنظيف وعادةً مايوجد في مواد التنظيف المنزلية ومنتجات العناية الشخصية، وأكثر أنواع الكبريت شيوعاً كبريتات لوريل الصوديوم (SLS) وكبريتات لوريل الأمونيوم (ALS) وكبريتات لوريث الصوديوم (SLES).

يُصنع الكبريت من أملاح تحتوي على الكبريت ويتسم بخاصية جذبه للماء والزيت، ولهذا فإنه يعمل على تنظيف الشعر بفعالية (أو البشرة أو الأسنان أو الملابس)، فعند غسل الشعر يقوم الكبريت بجذب الأوساخ والزيوت وبقايا المستحضرات المتراكمة في الشعر وفروة الرأس ليتم إزالتها فيما بعد عند شطف الشعر بالماء.

يظهر أثر الكبريت في بعض أنواع الشامبو التي ترغو بسرعة عند اختلاطها بالماء مباشرةً. ويعد الكبريت من “خافضات التوتر السطحي” أي أنه يخفف التوتر مابين مكونات الشامبو الفعالَة ومابين فروة الرأس، مما يسهل إزالة خلايا الجلد الميتة والزيوت المتراكمة. للأسف فإن للكبريت جوانب سلبية حيث أنه يقوم أيضاَ بإزالة الزيوت الطبيعية المهمة جداً للشعر وفروة الرأس ويتخلص منها عند غسل الشعر.

هل الكبريت مفيد أم ضار؟

أصبح استخدام الكبريت في مواد التنظيف المنزلية مثيراَ للجدل في العقود الأخيرة، حيث صدرت شائعات حول احتمالية احتواء الكبريت على مواد مسرطنة وخاصة مع الاستخدام المتكرر له، ولكن هذه الشائعات لم تُدعم بأي أدلة علمية ولايوجد أي دراسات علمية تشير إلى وجود صلة بين الاستخدام المتكرر للكبريتات وبين السرطان أو أي أضرار أخرى.

إذاً لماذا علينا تجنب الكبريت في منتجات العناية بالشعر؟

على الرغم من عدم وجود مخاوف صحيَة معينة من استخدام الكبريت ولكن هذا لايعني أنه مفيد للشعرحيث يمكن أن يتسبب في تلفه وتقصفه وإحداث تهيج في فروة الرأس.

يتكون الشعر من البروتين وعندما يتلف هذا البروتين يصبح الشعر ضعيفاً ويفقد بريقه الطبيعي. وللأسف إن استخدام الكبريت في منتجات العناية بالشعر مرتبط بإزالة البروتينات الطبيعية للشعر وبالتالي يصبح باهتاً ومقصفاً وبلا حيوية. يعمل الكبريت أيضاً على تجريد الشعر من لونه مما يؤدي إلى تلاشيه بشكل أسرع. وقد يعاني الأشخاص ذوو الشعر الجاف أو الناعم بشكل أكبر من استخدام الكبريت المتلف للشعر، حيث إن إزالة الزيوت الطبيعية ستجعل حالة الشعر المقصف أكثر سوءاً.

كما تعتبر الكبريتات من المهيجات الشائعة ويمكن أن تسبب التهاب الجلد وفروة الرأس والظهر والأكتاف أيضاً، خصوصاً إذا كانت البشرة حساسة أو وردية. وفي حالات قصوى يمكن أن يؤدي هذا التهيج إلى تكسر الشعر وسقوطه.

ماهي البدائل؟

لا داعي لتجنب استخدام الكبريت إذا كان الشامبو العادي يعطي النتائج التي تريدها وبدون حدوث أي جفاف أو تهيج أو تلاشي للون. ولكن هذا لايعتمد فقط على وجود الكبريت في تركيبة الشامبو، بل يعتمد أيضاً على نسبته المستخدمه وطريقة عمله إلى جانب جودة المكونات الأخرى، فإذا كانت النتيجة مرضية والمكونات الأخرى عالية الجودة فلا ضير في الاستمرار باستخدام هذا الشامبو.

إذا كنت ترغب في تقليل التعرض للكبريت فهناك العديد من الخيارات الخالية من الكبريت المتوفرة في السوق والتي تعمل على تنظيف الشعر بفعالية ولطف. وستفتقد في هذه الأنواع إلى الرغوة الفاخرة التي تحصل عليها مع الشامبو العادي، إلا أنك ستحصل في المقابل على شعر لامع وصحي على المدى الطويل.

Tagged: Haircare