لتسليط الضوء على السيدة الأولى في تمكين المرأه والتغيير داخل المنطقة، جلسنا مع الرئيسة الملهمة السيدة Marriam Mossalli في اليوم العالمي للمرأة. مريم هي رائدة أعمال ومؤسسة سعودية، تدير شركة Niche Arabia للاستشارات الفاخرة والرائدة في المملكة العربية السعودية، ومصممة أول منصة سعودية تقودها النساء (تحت العباءة) وكانت من بين 50 سيدة أعمال الموضة الأكثر تأثيراً في المملكة العربية السعودية.

أخبرينا قليلاً عن نفسك ومالذي تفعلينه

اسمي مريم موصللي، وأنا مؤسسة Niche Arabia وكذلك كنت وراء تأسيس مؤسسة UNDER THE ABAYA ، واحدة من أولى منصات التمكين النسائية في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى أنها مبادرة غير ربحية من مجلس النمط السعودي والتي تساعد على ربط المبدعين المحليين بفرص الأعمال الدولية. أود أن أقول إنني رائدة أعمال متميزة منذ الصغر عندما كنت أبيع أصداف القرع على الشاطئ أو أساور الصداقة في العطلة في المدرسة الابتدائية. لطالما كنت رائدة أعمال متميزة.

تعتبر UNDER THE ABAYA مؤسستك الغير ربحية، هل يمكنك أن تعطينا لمحة سريعة عنها وتخبرينا كيف غيّرت هذه المؤسسة قواعد اللعبة في الثقافة السعودية

إنها منصة غير ربحية تساعد في تمكين المرأة السعودية من خلال جعلها قادرة على التحكم في روايتها الخاصة وذلك عبر وسائل الإعلام بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي. الفكرة هنا هي جعل المرأة نفسها تحكي قصتها من وجهة نظرها دون أي مؤثرات خارجية لأنني أعتقد أننا لفترة طويلة جدًا كنا نعتمد على وسائل الإعلام الغربية لإخبارنا عنها، وبهذا كنا نحصل على كم من التناقضات والعديد من المفاهيم الخاطئة حول المرأة السعودية الغامضة. وبرأيي استطاعت هذه المبادرة تغيير قواعد اللعبة بالفعل. تم إطلاقها عام 2018، وكنا أول من يطلق مثل هذه المبادرات، وقد قيل لنا أن عنواننا مثير للجدل للغاية، فالنساء غير مستعدات، وأنهن سيشاركن فقط بشكل سطحي للغاية، وأن الاشتراك بمبادرة من هذا النوع يعدّ من المحرمات. أعتقد الآن أننا ساعدنا حقًا في تغيير هذه الصورة داخل المملكة العربية السعودية إلى جانب دعم مختلف المبادرات الحكومية والقيادية.

ما الذي أشعل شغفك بتغيير رواية المرأة في المنطقة

لطالما كنت من المدافعين عن أن لكل شخص الحق برواية قصته الخاصة، وكنت كذلك طوال مسيرتي المهنية، سواء عندما كنت محررة مقالات لأكبر صحيفة عربية في الشرق الأوسط أو من خلال شركتيNiche Arabia ، فقد كانت تلك مهمتي دائماً، ولكن كان هناك قشة أخيرة فاصلة في حياتي جعلتني أمضي قدماً وقد ساهمت تلك النقطة الفاصلة في تحفيزي وتشجيعي، فعندما ذهبت لإجراء مجموعة من المحادثات في لوس أنجلوس، كان الأمر يتعلق برائدات الأعمال في المملكة العربية السعودية، ومع ذلك في كل مرة أصعد فيها على خشبة المسرح لأتحدث، كان السؤال النمطي يتكرر على مسامعي، "لماذا لم تغطي رأسك وحتى أخمص القدمين؟ "،" لماذا لا ترتدين النقاب؟ " كنت أعتقد أن هذه الأشياء قد تبددت خلال العصور الحديثة وفي عصرالعولمة، لكنها كانت لا تزال موجودة ومنتشرة في عام 2016، ولذا كان هذا حافزًا لي لأقول، "أنت تعرف ماذا، الشخص الوحيد الذي سيصحح هذه الأشياء هي نحن، نساء سعوديات فقط، علينا فعل ذلك حقاً. ومن هنا وُلد كتاب تحت العباءة وأطلقناه في فبراير 2018.

ما هي أكبر الانجازات بالنسبة لك في هذه الرحلة

أود أن أقول إن أكبر انجازاتنا تكون عندما نرى عملنا قيد التنفيذ. فخلال الإصدار الأول، تمكنا من تقديم منح أكاديمية لخمس نساء ليتمكن من متابعة شغفهن بالتصوير، وعملنا هذا العام على توفير فرص عمل مختلفة، بالإضافة إلى شراء مساحة تخزين وحجزها لرواد الأعمال الشبابات الراغبات في اختبار منتجاتهم او بضائعهم. أعتقد أنه دائمًا ما تظهر ثمار إنجازاتنا ونتائجها على أرض الواقع عبر هؤلاء النساء.

كيف تتعاملين مع التحديات والصعوبات التي تواجهينا أثناء عملك في المنطقة

في البداية، لم يكن الأمر يتعلق بالتحديات داخل المملكة، إنما كان التحدي الأصعب كيف نجذب انتباه وسائل الإعلام الغربية، وهكذا عملنا على إنشاء منصة للنساء السعوديات والسماح لهن بأن يصبحن نجوماً لقصتهم الخاصة، وذلك بنشر كتب عنهم من تلك التي يمكن شراؤها على الطرقات. أما بالنسبة للمملكة، فكما ذكرت سابقًا، قيل لنا أن هناك العديد من الأشياء تعتبر من المحرمات وأعتقد أن الأمر في السعودية دائمًا يتعلق بالتجربة الأولى، وبمجرد أن يرى الناس أن الأمر ليس مخيفًا جدًا، فمن السهل عليهم القيام به واتباعه. هذه واحدة من المخاطر التي تأخذها كقائد هي أنه قد تسقط على وجهك في بعض الأحيان، ولكن هناك أوقات يمكنك فيها الانطلاق بالمشروع، وفي تلك اللحظات تحصد ثمار جهدك ومثابرتك، حقًا وأعتقد أننا كنا محظوظين مرة أخرى لنحصل على هذا الدعم من أشخاص مثل الأميرة ريما بنت بندر منذ البداية بالإضافة إلى رعاتنا الرائعين، مثل رعاية كاديلاك للعدد الأول ورعاية لوكس أرابيا للنسخة الثانية.

ما هي رؤيتك للمرأة في المنطقة

في الحقيقة رؤيتي للمرأة في المنطقة هي أن تشارك في الاقتصاد والرياضة وفي كل صناعة أخرى حيث لا تزال مشاركتها تعتبر من المحرمات. لقد كنا في كثير من الأحيان سابقاً نتطلع ليلقبنا الغرب "أوه ، أول امرأة سعودية ..." وهذا قد مضى حقاً! يجب ألا نكون "الأول" بعد الآن، بل يجب أن نكون الأفضل. يجب أن نسعى جاهدين للتنافس عالميًا مع النساء الأخريات في جميع أنحاء العالم، سواء كان ذلك في مجال ريادة الأعمال أو الرياضة أو الطبخ، أيا كان. الفكرة هنا هي أن الأمر لم يعد يتعلق بظاهرة "يا إلهي ، الأولى على الإطلاق" بل أن تكون الأفضل حقاً.

هل يمكنك إخبارنا قليلاً عن مشاريعك الأخرى

بالتأكيد! أعتقد بالنسبة لنا، أن أحد أكبر الأشياء المثيرة التي سنقوم بها في الفترة من 8 إلى 12 مارس،حيث سوف نطلق أكبر حدث لتمكين المرأة في المنطقة، وهو رحلة بحرية تتسع لـ 6000 راكب والتي ستأخذنا على طول البحر الأحمر على طول الطريق حتى العقبة والأردن، وسيكون مسار الرحلة وموضوعها بالكامل يركزان على الإناث حيث سيكون هناك أكثر من 500 امرأة تم ذكرهن في كتابنا الأول والثاني وفي منصتنا أيضاً، إلى جانب جلسات اليوغا والجلسات الصوتية Moonlight، بالإضافة إلى دروس اللياقة البدنية على سطح السفينة وعروض الأزياء، سيكون هناك نساء من جميع الأشكال والأحجام والألوان المختلفة. هذا، بعض ما سنقوم به وأنا متحمسة جدًا لحدوث ذلك للاحتفال بخمس سنوات من تمكين المرأة داخل المملكة العربية السعودية.

أنت أيضًا زوجة وأم، هل يمكنك أن تعطينا فكرة عن كيفية التوفيق بين كل هذا

لدي بالتأكيد الكثير من الدعم من عائلتي وفريقي على الأرض وهو الأمر الذي أحتاجه بشدة، ومن الضروري تحقيق التوازن بين هذه الأدوار المختلفة والتأكد من عدم إهمال أي منها. ابني متعلق بي بشدة بحيث لا أستطيع تركه بمفرده على الإطلاق، وهذا الأمر يزعجني في كثير من الأحيان، ولكنني تعلمت درساً هاماً من ذلك وسأطبقه عندما أحظى بولد ثاني، وسأجعله أكثر استقلالية وأكثر اعتمادا على نفسه.

لقد كنت من المدافعين عن الجمال الواعي (النظيف) إلى حد كبير منذ البداية، ما هو شعورك حيال ذلك الآن ومستقبله في المنطقة

في الواقع، غالبًا ما نركز على الأشياء التي نتناولها كالطعام والشراب وغيرهما، ولا نركز كثيرا على المنتجات التي نطبقها على أجسامنا من الخارج والتي يتم امتصاصها من خلال مسامنا، وبالنسبة لي فلا بد من الاهتمام بما نتناوله وما نضع على أجسامنا من الخارج بنفس المقدار، إذا كنت ستتحدث عن المنتجات العضوية فأنت ستتحدث عن الجمال النظيف، وكما تعلمون فإن هذه الأنواع من الإجراءات الشاملة والنظيفة أو إجراءات التجميل كانت موجودة منذ زمن طويل في منطقة الشرق الأوسط. لقد كان شيئًا أصيلاً جدًا في هذه المنطقة. فالحجامة مثلا تمثل إحدى هذه الإجراءات الصحية الطبيعية المنتشرة في المنطقة، وإنه لمن الرائع أن نرى اليوم توجها متزايدا من قبل المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي وقادة الرأي للحديث عن مستقبل أكثر صحة لأنفسنا ولأطفالنا. أعني، إنه أمر مضحك، لقد نشأت نشأة غربيّة، أتناول لفائف الفاكهة وتلك الأشياء التي لا تنال اهتمام وإعجاب الناس في منطقتنا، وظلّ الأمر كذلك حتى العودة إلى السعودية، وأصبحت أتناول الفواكه على الإفطار، ولدي توست الأفوكادو، وهذا النوع من الطعام بدلاً من السكريات المعبأة مسبقًا، وأود أن أخبرك أن الشيء نفسه ينطبق على منتجات التجميل الخاصة بي. وأحيانا عندما نرى شخصاً مسؤولا عن قسم مواد التجميل يرتدي معطفاً مخصصا للمختبرات فإننا نعتقد أنه سيقدم لنا ما يفيدنا حقاً، وهو الأمر الذي لا يتحقق دائما، فحملات التسويق أحيانا تقود تفكيرنا، لكنني أعتقد أننا في الوقت الحاضر أصبحنا مستهلكين أكثر وعيًا، وأصبحنا نهتمّ أكثر بما نشتريه وما نضعه داخل وخارج أجسادنا.

هل يمكنك إخبارنا باختياراتك المفضلة من موقع Powder

تضم اختياراتي المفضلة من Powder أملاح الحمام French Girl، كما أحب زيوت الوجه لديهم، كما أنني أستخدم منتجات Salt & Stone و Moon Juice Plump Jelly وزيت Rahua لشعري.

أخيرًا، يشك الكثير منا في قدراته، ما هي أفضل نصيحة لك لجميع النساء في الخطوة الأولى لتحقيق إمكاناتهن ...

أود أن أخبرك أنه لا بأس أن تكون خائفًا وهذا طبيعي تمامًا. إذا لم يكن الأمر مخيفًا، فهل سيكون مثيرًا؟ هل سيكون ممتعا؟ استفد من ذلك، استخدم ذلك لتحفيزك على المضي قدمًا. إذا كنت تقوم بأمر تكم القيام به من قبل فسيكون الأمر مملاً. أعتقد أن أحد الأشياء التي أحاول دائمًا إخبار فريقي بها هو التفكير بشكل كبير والذهاب بتفكيرك ومخيلتك إلى حدّ النجوم لأنك لا تعرف أبدًا متى سينتهي شيء ما. مرة أخرى، عندما بدأت العمل بمشروع UNDER THE ABAYA كنت أفكر فقط أنني سأقوم بإنشاء هذا الكتاب الرائع والغير هادف للربح، وذلك لمساعدة بعض الفتيات على الالتحاق بالجامعة، وهو ما فعلناه والحمد لله. فقد تمكنا من الحصول على خمس منح أكاديمية، لكنني لم أتوقع أبدًا أن نصل إلى مستوى هذه المنصة التي وصلنا إليها اليوم. نحن الآن نشتري مساحة رفوف في المتاجر لرواد الأعمال الشباب، ونوفر فرصًا ووظائف للخريجين الجدد، ونربط النساء بفرص عمل حقيقية. هذه كلها أشياء تطورت بدأت من رؤية صغيرة وتستمر في التطور، ونحتفل الآن بمرور خمس سنوات على انطلاقها، لذا فنصيحتي هي عدم الخوف والإيمان بمستقبل أفضل.