الدكتور فرناندو بوراس هو ممارس للطب الوظيفي في عيادة يوتوبيا في دبي متخصص في تحديد الأسباب الجذرية للحالات المرضية واتباع نهج علاجي قائم على الأدلة للوصول إلى العلاج. بدأ الدكتور بوراس حياته المهنية في الرعاية الأولية والطب الوقائي، وأدرك أن هناك طرقًا أخرى لعلاج الأمراض والوقاية منها من خلال اتباع نهج شامل لتحقيق الصحة والشفاء الأمثل. يمارس الدكتور بوراس عمله وفق قاعدة مفادها بأنه "لتحقيق صحة جيدة يجب علينا أولاً إزالة ما يسبب لنا الأذى". واشتهر الدكتور بوراس بإعادة اقتباسه الشهير للفيلسوف أبقراط "قبل أن تشفي شخصًا ما، اسأله عما إذا كان على استعداد للتخلي عن الأشياء التي تجعله مريضًا". وقد جلسنا مع الدكتور بوراس للتعمق أكثر في موضوع صحة الرجال.

دكتور Porras أخبرنا قليلاً عن نفسك لوسمحت

أنا طبيب ممارس عام، لقد درست ومارس الطب بين كوستاريكا والولايات المتحدة. عملت في البداية في مجال الرعاية الأولية أثناء تحديد التخصص الطبي الذي يلبي توقعاتي. بعد مرور بعض الوقت، لم يكن الطب التقليدي مناسبًا لي حقًا. كانت أوقات الاستشارة قصيرة جدًا، وكانت العلاجات تعتمد فقط على علاج الأعراض بالأدوية التي لها العديد من الآثار الجانبية وغالبًا ما تترك الكثير من التساؤلات لدى المرضى. لسوء الحظ كنت مقيداً في ذلك الوقت بالمعرفة المحدودة التي كانت لدي ولم يكن لدي إجابات للأسئلة المرتبطة بالحالات التي يمر بها المرضى، وبدأت في تلقي الدورات وقراءة الكتب للتعرف على نهج أكثر شمولاً يسمى الطب الوظيفي.

هل يمكن أن تخبرنا ما هو الطب الوظيفي؟

يبحث الطب الوظيفي عن السبب الجذري للمشكلة ويعالجها بإحداث تغييرات في العادات وفي نمط الحياة والنظام الغذائي. كما يسعى إلى تحقيق التوازن الوظيفي للجسم دون إهمال الطب التقليدي، وهو أمر ضروري في كثير من الحالات. تتمثل فكرة الطب الوظيفي في جعل الشخص يتحكم في صحته ومعرفة جسمه وكيفية تصحيح أي اختلالات قد تحدث بطريقة استباقية.

ما هو النهج الذي تتبعه في عملك للحفاظ على الصحة العامة؟

أسلوبي قائم على التعامل مع كل فرد على حدى، كما أنني لا أؤيد إرسال الاختبارات والعلاجات غير الضرورية لمجرد اتباع البروتوكول. ويعتمد أسلوبي على إحداث تغييرات في النظام الغذائي وصحة القناة الهضمية والحصول على نوم جيد وإدارة الإجهاد ونوع النشاط البدني والتمارين الرياضية وتوازن الهرمونات. أعتقد أنه من الأفضل الاستفادة من المزايا التي يوفرها كلّ من الطب التقليدي والتكاملي. وأستخدم في عملي أحدث الفحوصات المخبرية و العلاجات وأقوم بتكييفها مع أسلوب حياة الشخص وعاداته وتقاليده اليومية.

ما هو الفرق بين الرجل والمرأة عندما يتعلق الأمر بالعناية بالصحة؟

تميل النساء إلى الاهتمام بصحتهن بشكل أكبر. إنهن دائمًا ما يراقبن الآخرين بشكل غريزي. ويعتني عدد كبير من النساء بأسرهن ومنزلهن وعملهن. لديهن وقت فراغ أقل لكنهن يملن أكثر إلى الاعتناء بأنفسهم. ولهذا السبب والعديد من الأسباب الأخرى فإنهن عادة يعشن لفترة أطول. الرجال بشكل عام لديهم المزيد من الوقت لتكريسه لأنفسهم، لا يهتمون كثيراً بالتغييرات التي تؤثر على صحتهم. الغالبية العظمى من الرجال لا يفكرون في الوقاية من الأمراض ويؤجلون زيارة الطبيب. من طبيعة الرجال تجاهل الأعراض المرضية التي يمكن أن تؤدي لاحقًا إلى مضاعفات كبيرة، كما يهتم الرجال بالعلاجات التي تؤدي إلى تحسين الأداء بدلاً من الاهتمام بالوقاية والرعاية الذاتية.

ما هو أكبر مشكلة صحية تواجه الرجال حالياً؟

أحد أكبر المخاوف هو المعدل السريع للمشاكل المرتبطة بالغذاء، مثل زيادة الوزن أو السمنة وارتفاع مستوى السكر وارتفاع ضغط الدم والكبد الدهني. تظهر هذه الأعراض ببطء ويؤدي تراكمها إلى مضاعفات مثل ظهور أمراض مزمنة وضعف الانتصاب وانخفاض الرغبة الجنسية والنوبات القلبية. يمكن الوقاية من معظم هذه الحالات، لذلك من المهم التأكيد على الحاجة إلى نشر الوعي حول هذه الأمور.

هل يمكن أن تحدّثنا أكثر عن هذه المخاطر الصحية؟

هناك عوامل خطر تسبب عادة مشاكل التمثيل الغذائي هي

نمط الحياة الغير حركي - يشمل ذلك الأشخاص الذين يقضون معظم وقتهم جالسين، مثل أصحاب الوظائف المكتبية. وحتى في حال ممارسة الرياضة بعد العمل، فإن كل تلك الساعات التي تقضيها في الجلوس هي عامل خطر يشابه في خطورته تدخين علبة سجائر في اليوم.

التدخين - تسبب المواد السامة التي يمتصها الجسم التهابًا مزمنًا ويمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان والأمراض المزمنة.

الأطعمة المصنعة والمعالجة - يمكن أن يؤدي الاستهلاك العالي من هذه الأطعمة إلى تغيير في مادة الفلورا المعوية وإحداث تغييرات هرمونية مثل مقاومة الأنسولين.

قلة استهلاك البروتينات والدهون الحيوانية - لقد انتشرت معلومات خاطئة تشير إلى أن اللحوم الحمراء والدهون المشبعة من مصادر حيوانية ضارة ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل في القلب أو السرطان. لقد كشفت الدراسات أن هذه المعلومات خاطئة، وأنها ضرورية لإنتاج الهرمونات وإصلاح العضلات، فالعضلات تمنع الأمراض المرتبطة بالتمثيل الغذائي وصحة الدماغ، وعندما نفقد عضلاتنا مع تقدمنا في العمر فإننا نميل إلى أن نكون ضعفاء ونمرض بشكل أسهل. يمكن منع ذلك عن طريق الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من العضلات حتى في سن الشيخوخة.

انخفاض مستويات فيتامين د - يرجع ذلك أساسًا إلى قلة التعرض لأشعة الشمس في الساعات الموصى بها وانخفاض استهلاك الأطعمة الغنية بفيتامين د. لا يتم امتصاص المكملات الغذائية جيدًا بسبب الجودة السيئة أو ضعف صحة الأمعاء.

ارتفاع استهلاك زيوت البذور الصناعية - الأنواع الأكثر استخداماً من هذه الزيوت هي زيوت فول الصويا والذرة وبذور اللفت وبذور القطن وبذور القرطم. إنها سامة للجسم ويمكن أن تستغرق ما يصل إلى 8 سنوات حتى يتم إزالتها. أظهرت الدراسات أن الإفراط في استهلاكها هو سبب رئيسي للأمراض المزمنة.

السموم المرتبطة بالأسباب الأخرى - من العفن ومبيدات الآفات ومنتجات التنظيف والالتهابات المزمنة غير المشخصة. ويمكن أن توجد هذه السموم في المنزل وأماكن العمل، كما يمكن أن تصلنا خلال السفر المتكرر.

ما مدى أهمية الوقاية عند معالجة عوامل الخطر؟

الوقاية هي دائماً أمر حيوي. يعد تحديد عوامل الخطر الصحية لكل فرد أمراً مهماً حتى يعرف كيفية التعامل معها. على سبيل المثال، لا يعاني الجميع من حساسية تجاه الجلوتين، ولكن يمكن للأشخاص الذين يتجنبونه الحصول على فوائد صحية كبيرة. الوقاية هي المفتاح لوقف الأمراض المزمنة ومحاربتها .

كم مرة يجب أن يخضع الرجل لفحوصات طبية وما الذي يجب أن يركز عليه؟

يجب إجراء فحص طبي عادي مرة واحدة في السنة. تريد دائمًا استبعاد وجود أي عوامل خطر خاصة إذا كان لديك استعداد وراثي قوي بسبب تراث العائلة. وتوفر الجينات الكثير من المعلومات حول أداء الجسم وما الذي يمكن أن يؤدي إلى مرض مزمن فيه.

ما هي العلامات والأعراض الرئيسية التي يجب على الرجال الانتباه إليها عندما يتعلق الأمر بصحتهم؟

التعب - هذا من أعراض ضعف التعافي، حيث يواجه الجسم صعوبة في إصلاح نفسه، إما بسبب نقص العناصر الغذائية أو عدم التوازن الهرموني أو تراجع جودة النوم.

الضبابية في التفكير - يوصف هذا بأنه عدم القدرة على التفكير بوضوح أو الشعور بالإرهاق عند أداء المهام العقلية. يمكن أن يحدث هذا أيضًا بسبب التعرض للسموم أو بسبب ضعف عملية التعافي.

فقدان كتلة العضلات - على الرغم من أننا اعتدنا على مسألة زيادة الوزن وفقدان العضلات لدى الأشخاص مع تقدمهم في العمر، إلا أن هذا الأمر ليس طبيعياً، فزيادة الدهون في محيط البطن وانخفاض كتلة العضلات هي علامة خطيرة على ضعف الصحة ويجب النظر فيها.

انخفاض الأداء الجنسي أو فقدان الرغبة الجنسية - كانت هذه المسألة تعدّ من أكبر مخاوف الرجال، وكانت مشكلة مرتبطة بالشيخوخة، ولكنها بدأت الآن في الظهور منذ سن الثلاثين.

تغييرات في صحة الأمعاء - مثل الإمساك أو الإسهال المزمن. ارتجاع الحمض وانتفاخ المعدة والغازات. كل هذا يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون أو المعدة في المستقبل.

ما مدى أهمية عوامل التغذية ونمط الحياة عندما يتعلق الأمر بصحة الرجل الشاملة؟

حوالي 80٪ من الأمراض المزمنة ناتجة عن تغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي. وتشير الدراسات إلى أن التغييرات في التغذية ونمط الحياة لها تأثير مباشر على الصحة. من المهم التأكيد على أن أجسامنا هي انعكاس لما نأكله، وأن الرعاية التي نقدمها للجسم تنعكس على المدى الطويل. هناك الكثير من الدراسات التي تبحث الآن في العمر والحالة الصحية، وتركز هذه الدراسات على أن يعيش الرجال لفترة أطول، لكن الحياة لمدة أطول تتطلب أيضاً التمتع بصحة جيدة، وقد أثبتت الدراسات أن التوازن المثالي بين مقدار ما نأكله وجودة ما نأكله ومدى نشاطنا خلال اليوم يحقق أفضل النتائج لطول العمر.

كيف يمكننا تحفيز الرجال أكثر للاعتناء بصحتهم الذاتية؟

التوعية مهمة جداً في هذا الإطار، وعلينا التأكد من قدرتنا على إيصال الرسالة حول أهمية الوعي والوقاية من الأمراض. يجب أن تركز رسالتنا إلى الرجال على عدم إهمال أو تجاهل العلامات والأعراض التحذيرية التي قد تؤدي إلى حدوث مضاعفات في المستقبل. يجب الحديث عن هذه الأعراض على المنصات التي يستخدمها الرجال بشكل أكثر شيوعاً مثل البودكاست. هذه المنصات ليست حصرية للرجال ولكنها أظهرت أنها تتمتع بجمهور أكبر. وقد استفاد الكثير من الرجال من خلال الاستماع إلى رجال آخرين يتحدثون عن استراتيجيات حول كيفية تحسين صحتهم. يتعلم الرجال من خلال الاستماع إلى الرجال الآخرين الذين مروا بمشكلة مماثلة ويمكنهم أن يتواصلوا أكثر من ذلك بكثير.

هل يمكنك مشاركتنا أهم توصياتك الشاملة للرجال للعناية بصحتهم بشكل أفضل؟

- امتنع عن الأطعمة المصنعة وزيوت البذور الصناعية والسكريات المكررة قدر الإمكان.

- تمرن 5 مرات في الأسبوع ويفضل التركيز على تدريبات القوة والتمدد.

- التركيز على نظام غذائي خاص للدهون والبروتينات الصحية. وإذا كنت ستأكل الكربوهيدرات، فتناول الكربوهيدرات عالية الجودة.

- تجنب وجبات العشاء المتأخرة وتناول الوجبات الخفيفة في الليل.

- ابدأ يومك بالماء مع قليل من الملح وحركة لمدة 15 دقيقة، وحاول التعرض فوراً لأشعة الشمس في الصباح. سوف يساعد ذلك على تنظيم إيقاعك اليومي.

- إعطاء الأولوية للنوم عالي الجودة. قلل من تعرضك للضوء الأزرق الصادر عن الشاشات الإلكترونية قبل ساعتين من النوم، واستخدم الستائر المعتمة واجعل سريرك وغرفتك مريحة قدر الإمكان.

- اختبر قوة قبضتك في الصباح. إذا كان لديك قبضة ضعيفة ، فمن المحتمل أنك عانيت من قلة النوم، ويجب أن تعطي الأولوية للراحة.

- إدارة التوتر عن طريق رياضة التأمل أو ممارسة الهوايات.

- الضحك

هل يمكنك أن تشارك معنا أهم توصياتك الشاملة للرجال للعناية بصحتهم بشكل أفضل؟

يمكنك زيارة صفحة الدكتور Fernando Porras وعيادة Yutopia Clinic على إنستجرام أو موقع الويب الخاص بهم لمعرفة المزيد عن الطب الوظيفي والتكاملي.

Nadja Iman